۞✿۞طريقة أهل السنة و الجماعة في عبادة الله۞✿۞
طريقتهم أنهم يعبدون الله ، لله ، وبالله ، وفي الله .
✿ أما كونهم يعبدون الله لله ..فمعنى ذلك الإخلاص يخلصون لله عز وجل
لا يريدون بعبادتهم إلا ربهم لا يتقربون إلى أحد سواه ،
إنما يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ،
ما يعبدون الله لأن فلاناً يراهم ، وما يعبدون الله لأنهم يعظمون بين الناس ،
ولا يعبدون الله لأنهم يلقبون بلقب العابد لكن يعبدون الله لله .
✿وأما كونهم يعبدون الله بالله .. أي مستعينين به لا يمكن أن يفخروا بأنفسهم ،
أو أن يروا أنهم مستقلون بعبادتهم عن الله ،
بل هم محققون لقول الله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة : الآية : 5) .
فـ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) يعبدون الله لله ، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) . (سورة الفاتحة: الآية: 5).
يعبدون الله بالله . فيستعينونه على عبادته تبارك وتعالى .
✿ وأما كونهم يعبدون الله في الله.. أي في دين الله ، في الدين الذي شرعه على ألسنة رسله ،
وهم وأهل السنة والجماعة في هذه الأمة يعبدون الله بما شرعه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،
لا يزيدون فيه ولا ينقصون منه ، فهم يعبدون الله في الله في شريعته في دينه
لا يخرجون عنه لا زيادة ولا نقصاً لذلك كانت عبادتهم هي العبادة الحقة السالمة من شوائب الشرك والبدع ،
لأن من قصد غير الله بعبادته فقد أشرك به ، ومن تعبد الله بغير شريعته فقد ابتدع في دينه
والله سبحانه وتعالى يقول :
(وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة : الآية : 5)
فعبادتهم لله في دين الله لا يبتدعون ما تستحسنه أهواؤهم لا أقول ما تستحسنه عقولهم
لأن العقول الصحيحة لا تستحسن الخروج عن شريعة الله لأن لزوم شريعة الله مقتضى العقل الصريح ،
ولهذا كان الله سبحانه وتعالى ينعي على المكذبين لرسوله عقولهم ويقول : (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (العنكبوت : الآية63).
لو كنا نتعبد لله بما تهواه نفوسنا وعلى حسب أهوائنا لكنا فرقاً وشيعاً كل يستحسن ما يريد فيتعبد لله به
وحينئذ لا يتحقق فينا وصف الله سبحانه وتعالى
في قوله : (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَة) (المؤمنون : الآية52) .
ولننظر إلى هؤلاء الذين يتعبدون لله بالبدع التي ما أذن الله بها ولا أنزل بها من سلطان ،
كيف كانوا فرقاً يكفر بعضهم بعضاً ويفسق بعضهم بعضاً ، وهم يقولون :
إنهم مسلمون لقد كفر بعض الناس ببعض في أمور لا تخرج الإنسان
إلى الكفر ولكن الهوى أصمهم وأعمى أبصارهم .
نحن نقول : إننا إذا سرنا على هذا الخط لا نعبد الله إلا في دين الله فإننا سوف نكون أمة واحدة،
لو عبدنا الله تعالى بشرعه وهداه لا بهوانا لكنا أمة واحدة فشريعة الله هي الهدى وليست الهوى.
لفضيلة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين